مع اقتراب النصف الثاني من عام 2025، تتزايد النقاشات بين المستثمرين والمحللين حول من سيكون القائد الفعلي لموجة الصعود المقبلة في سوق العملات الرقمية. ورغم أن البيتكوين لا يزال يحتفظ بهيبته كأول وأكبر أصل رقمي في العالم،إلا أن المعطيات الحالية تشير إلى أن 2025 عام الإيثريوم بمقوماته القوية التي قد تجعله يتفوق هذه المرة ويقود السوق نحو آفاق جديدة، خاصة في ظل التحولات التنظيمية الكبيرة التي يشهدها القطاع.
قانون GENIUS: نقطة تحول لصالح الإيثريوم
تنظيم العملات المستقرة ودعم المؤسسات
أحد أبرز هذه التحولات هو إقرار قانون GENIUS في الولايات المتحدة، والذي يمثل نقطة تحول مهمة للعملات المستقرة والبنية التحتية المالية المبنية على البلوكشين. هذا القانون يفرض متطلبات واضحة على جهات إصدار العملات المستقرة، مثل وجود احتياطيات كاملة، والحصول على تراخيص اتحادية، والالتزام الصارم بإجراءات مكافحة غسل الأموال (AML).
هذه المعايير تمنح المؤسسات المالية التقليدية ثقة أكبر في التعامل مع هذه الأصول، وهو ما يفتح المجال أمام تبنٍ أوسع على المستوى المؤسسي.
الإيثريوم المستفيد الأكبر من التنظيم
موقع قيادي في سوق العملات المستقرة
الإيثريوم، بصفته المنصة التي تستضيف النسبة الأكبر من العملات المستقرة الرائدة مثل USDC وUSDT، هو المستفيد الأكبر من هذا التطور. فالعملات المستقرة لا تمثل مجرد أداة تبادل، بل هي أيضًا بوابة رئيسية لدخول المؤسسات والمستثمرين الكبار إلى عالم التمويل اللامركزي (DeFi) وتطبيقات البلوكشين.
ومع حصول هذه الأصول على “ضوء أخضر” قانوني، من المتوقع أن ترتفع أحجام المعاملات على الإيثريوم بشكل ملحوظ، سواء على مستوى الطبقة الأولى (Layer-1) أو عبر حلول التوسع (Layer-2).
التطورات التقنية: ترقية Dencun
رسوم أقل وكفاءة أعلى
على الجانب التقني، عززت ترقية Dencun الأخيرة من قدرة الإيثريوم على استيعاب المزيد من المستخدمين والمعاملات بكفاءة أعلى وتكلفة أقل. هذه الترقية، التي تركز على تحسين قابلية التوسع وخفض الرسوم، تمنح الإيثريوم ميزة تنافسية واضحة، خصوصًا في بيئة تسعى فيها المشاريع والمستخدمون إلى حلول عملية تخدم الاستخدامات اليومية مثل المدفوعات، والتطبيقات اللامركزية، ورقمنة الأصول (Tokenization).
الحصة السوقية القوية للإيثريوم
أرقام تثبت التفوق
تشير البيانات إلى أن الإيثريوم يسيطر على ما يقرب من 60% من إجمالي القيمة المقفلة (TVL) في بروتوكولات DeFi، ويمتلك حوالي نصف سوق العملات المستقرة من حيث القيمة، ويحتفظ بأكثر من 50% من حصة سوق ترميز الأصول على البلوكشين.
هذه الأرقام تعكس مكانة الإيثريوم كمركز رئيسي للنشاط الاقتصادي على البلوكشين، ما يجعله المستفيد الأول من أي توسع تنظيمي أو مؤسسي.
مقارنة مع البيتكوين
ابتكار متعدد الاستخدامات مقابل أصل تحوطي
في المقابل، يظل البيتكوين أصلًا فريدًا من نوعه بفضل بساطته ودوره كـ”ذهب رقمي” وأداة للتحوط ضد التضخم. لكن محدودية وظائفه مقارنة بالإيثريوم تعني أنه قد لا يتمكن من مجاراة سرعة الابتكار التي تشهدها شبكة الإيثريوم، خاصة في القطاعات النامية مثل التمويل اللامركزي، وأسواق الـNFT، وتطبيقات العقود الذكية.
رؤية المستثمرين لموجة الصعود المقبلة
فرص النمو وتوقعات الأداء
من الناحية الاستثمارية، يرى بعض المحللين أن موجة الصعود المقبلة قد تشهد مشهدًا مختلفًا، حيث يمكن أن يتفوق الإيثريوم على البيتكوين ليس فقط من حيث النسبة المئوية للنمو السعري، بل أيضًا من حيث التأثير في البنية التحتية الاقتصادية للبلوكشين.
فالإيثريوم، بفضل بنيته متعددة الاستخدامات، قادر على جذب شرائح أوسع من المستثمرين، بدءًا من المؤسسات المالية العملاقة وحتى المطورين ورواد الأعمال في عالم Web3.
الخلاصة
مع الدعم التنظيمي الواضح، وزيادة الثقة المؤسسية، والتطورات التقنية التي تعزز من كفاءة الشبكة، يمتلك الإيثريوم فرصة حقيقية لقيادة السوق في 2025. السؤال لم يعد يقتصر على إمكانية وصوله إلى قمم سعرية جديدة، بل يتجاوز ذلك لبحث مدى قدرته على انتزاع الصدارة من البيتكوين، ليس فقط كأصل استثماري، بل كقوة محركة لاقتصاد البلوكشين العالمي.
إلى هنا نصل معكم إلى نهاية مقال 2025 عام الإيثريوم، نتمنى أن تكونوا قد وجدتم فيه الفائدة والمتعة، وانتظرونا بمقالات قادمة مع حيتان العرب.
